3 طرق مضمونة لاكتساب أيِّ عادة جيدة وترسيخها

حياتك مجموع عاداتك؛ إذ تحدد العادات مستوى صحتك البدنية، وسلامتك النفسية، ونموك الشخصي، فيرتبط كل تعديل سلوكي بتغيرٍ ما في عاداتك؛ لكن كيف نحوِّل عاداتنا السيئة إلى أخرى جيدة من دون مشقة؟ أو كيف يمكننا اكتساب عاداتٍ جديدة وترسيخها خلال أيامنا المزدحمة بالعديد من المهام؟



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن المدوِّنة "روتشي زالاني" (Rochi Zalani)، تُحدِّثنا فيه عن تجربتها في بناء العادات الجديدة والتخلص من العادات السيئة الموجودة.

توجد مئات الكتب والمقالات عن هذا الموضوع، التي تعيد وتكرر النصائح نفسها، وغالباً يصعُب فهم أو تنفيذ المعلومات الواردة، غير أنَّني وجدت بعد تجربة الطرائق جميعها التي تساعد على بناء العادات، 3 خطوات بسيطة كفيلة بمساعدتك على إنشاء عادة والالتزام بممارستها، وهي:

1. عدم التفكير في حجم التغيير بل في ديمومته:

يقع معظم الناس في واحد من أكبر الأخطاء عند اتخاذ قرار تغيير واكتساب عادات جديدة، ألا وهو الاعتماد على الدافع الذاتي وحده؛ إذ يقومون بتغييرات كبيرة في الأيام القليلة الأولى؛ لنفترض شخصاً يملؤه دافع قوي لخسارة الوزن وممارسة التمرينات الرياضية مدة ساعة في اليوم، فيتدرب بصورة مثالية في الأسبوع الأول، لكنَّه يُصاب بالإرهاق، وتنخفض دوافعه بحلول الأسبوع الثاني، ثم ما إن تشغله الحياة بهمومها، حتى تراه ينتكس سريعاً.

يحدث نفس الأمر في المراحل الأولى لاكتساب أيِّ عادة جيدة، وإليك خلاصة تجربة الكثيرين: إن كان الدافع متقلباً، فاعلم أنَّه لن يدوم طويلاً بما يكفي لترسيخ العادة.

الإجراءات العملية: اخطِ خطوات صغيرة مستمرة لتبني العادة لمدة طويلة، فبدلاً من ممارسة الرياضة ساعة كاملة، يمكننا العمل مدة 20 دقيقة يومياً، أو محاولة التمرُّن مدة ساعة مرتين في الأسبوع؛ إذ إنَّ الفكرة هي تبسيط الخطوات لتستطيع تطبيق العادة الجيدة بسهولة من دون تسويف.

بعد أن ترسم نمطاً لممارسة العادة بخطوات بسيطة دائمة، وتكتسب التحفيز، ابدأ بزيادة وتيرة ممارسة السلوك؛ على سبيل المثال، بعد أسبوعين من الالتزام بالتمرين لمدة 20 دقيقة، يمكنك أن تتدرب مدة 40 دقيقة كل يوم، أو تتدرب مدة ساعة على مدار 4 أيام في الأسبوع، واصل تحفيز نفسك، ثم زد مدة ممارسة التمرينات مرة أخرى.

من تجربتي الشخصية بالاستيقاظ مبكراً، فقد استطعت الآن أن أستيقظ قبل ساعتين من موعد استيقاظي قبل 3 أشهر؛ إذ بدأت التقدم ببطء بالاستيقاظ قبل 15 دقيقة فقط لمدة أسبوع، ثم قمت بزيادة المدة بعد أن حفزت نفسي فترة من الزمن.

إقرأ أيضاً: 10 عادات يوميّة بسيطة تجعلك أكثر ذكاءً

2. وضع خطة احتياطية في حال الفشل:

سأخبرك بسر: سيفشل الجميع في مرحلةٍ ما بالاستمرار في ممارسة العادة، ومنهم خبراء التنمية الذاتية؛ فقد تزل أيُّ قدم بعد ثبوتها، وستمرض وتُحبَط وستتوقف عن ممارسة الرياضة مثلاً لمدة أسبوعين، وقد يتراكم العمل، ومن ثمَّ لن تقرأ أكثر من 10 صفحات من كتابك في الشهر، كما قد يُفسِد تنظيم حدثٍ ما جدولَ نومك.

الحياة متغيرة أمامنا؛ لذا علينا أن نخطط لأيامنا، فمفتاح الوصول هو مواصلة الدرب والعودة للمسار الصحيح في حال الانحراف أو السقوط في أسرع وقتٍ ممكن، فلا تدع الركود ينال من عزيمتك.

الإجراءات العملية: لا تحاول أن تكون مثالياً أبداً؛ بل خطط لحالات الطوارئ، وفكر فيما قد يعرقل طريقك نحو ممارسة هذه العادة، واقضِ على المشتتات، وخطِّط لطريقة فعَّالة لتجاوز العقبات والتمسك بالعادة، فربما يكون ذلك بتقليل وتيرتها أو شدتها.

عندما تطول قائمة مهامي، أحاول جاهداً الحفاظ على ممارسة العادة، لكنَّني أقلل المدة؛ إذ أمارس الرياضة مثلاً لعشر دقائق فقط عندما أكون متعباً جداً، وأقرأ صفحة واحدة بدلاً من الثلاثين المطلوبة، وبدلاً من النهوض متأخراً، أخصص وقتاً لأخذ قيلولة بعد الظهر.

علاوة على ذلك، توجد قاعدة "اليومين" التي تحل بعض المشكلات؛ إذ تنص على أنَّه لا يُسمَح لك بترك العادة يومين متتاليين؛ وهذا يعني أنَّه يمكنك الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية في أيام بديلة، لكن لا يُسمَح لك بعدم الذهاب يومين على التوالي، وهذا يضمن لك تقليل فرص الركود والإحباط.

شاهد بالفيديو: 10 طرق لتمارس العادات الجيّدة يوميّاً

3. الاستفادة من عادات موجودة مسبقاً:

لطالما اشتكى الناس من عدم وجود الوقت الكافي لممارسة عاداتٍ جديدة؛ إذ نرغب في القراءة أكثر، وممارسة الرياضة، لكن مَن لديه الوقت لهذا؟

لن نحتاج إلى مزيد من الوقت؛ وإنَّما سنستخدم وقتنا المليء بالمهام بحكمة؛ إذ إنَّ لديك عادات جيدة وسيئة على حدٍّ سواء ضمن روتينك اليومي، وكل ما تحتاج إليه هو الاستفادة منها.

استخدم عاداتك المسبقة كأساس لاكتساب عادات جديدة؛ فهذا سيؤدي إلى "تأثير الدومينو"؛ فتدفع كل عادة الأخرى نحو الأمام بزمنٍ قصير، أمَّا بالنسبة إلى العادات السيئة، فيمكنك ببساطة استبدالها بعادات جيدة موجودة أو مكتسبة حتى تعتاد الأمر.

الإجراءات العملية: اربط العادة الجديدة بروتينك اليومي، كارتباط تنظيف أسنانك كل ليلة، بقراءة عدة صفحات من كتاب جيد، تذكَّر أن تبدأ بخطوات بسيطة صغيرة.

وإن كانت لديك عادة سيئة سابقة؛ كتصفح وسائل التواصل الاجتماعي من دون هدف، فاستعض عنها بالقراءة أو بأيِّ عادة جيدة أخرى، وكلما رغبت في التصفح، أمسك كتاباً بدلاً من ذلك، وستمارس العادة تلقائياً بعد مدة من التغيير المتعمد.

ساعدتني هذه العملية على القراءة أكثر، وقضاء وقتٍ أقل في وسائل التواصل الاجتماعي بجهدٍ أقل؛ وهكذا نضرب عصفورين بحجرٍ واحد.

إقرأ أيضاً: 6 عادات يقوم بها الأثرياء والناجحون في العالم

الخلاصة:

ترتقي العادات بحياتك أو تدهورها، واعلم أنَّ العادات الجيدة سبيلٌ سهل لتطوير الذات، في حين تقلل العادات السيئة من جودة الحياة، ولحسن الحظ، فإنَّ اكتساب العادات أمرٌ بسيط، لكنَّه ليس سهلاً؛ إذ عليك الثبات طوال الوقت، فضلاً عن التخطيط المستمر لجميع الحالات الاضطرارية بما يبقيك في المسار الصحيح لتصل إلى وجهتك.

المصدر




مقالات مرتبطة